يعرض الفنان الفرنكو جزائري الهواري محمد بكير، رسوماته بالمركز الثقافي الفرنسي بوهران، كاشفا عن مسيرة وتجربة حياة ونظرته للكثير من القضايا الإجتماعية والسياسية والتاريخية، من خلال مجموعة من الصور واللوحات حول الثورة والكفاح البطولي
كشفت الرسومات لوحات تمزج بين عواطف الحزن والأسى والمشاعر الوطنية وروح الانتماء.
تعبر اللوحات كذلك بوضوح عن الظلم والأوضاع الجائرة التي تواجه الإنسان مهما كان دينه أو معتقده أو عرقه، على غرار الهجرة غير الشرعية والإجراءات التعسفية التي يواجهها النازحون والوافدون في المراكز الخاصة وغيرها من الصور الفوتوغرافية التي التقطها في فرنسا، منها الصورة التي يظهر فيها حاملا لافتة بميناء سات بجنوب فرنسا، مكتوب عليها (Homeland) «الوطن الأم».
قال بكير:«بواسطة الفكر والفن نستطيع أن نبني الجسور التي لا تنقطع بين المهاجرين في الغربة، الذين وبالرغم من بعدهم يظلوا مرتبطين بوطنهم الأصلي وتتوق أجسادهم لملامسة ترابه الطاهر في صباح ربيعى مبهج فى إشراقته ودفء شمسه التي وصفها بأنها ساحرة وكثيرا ما كانت بالنسبة إليه مصدر إلهام لجميع أعماله الفنية التي ينجزها في ورشته بـ «مون روج» بفرنسا، مشيرا في هذا الإطار إلى عديد المشاريع قيد الإعداد، كلها تلخص رغبته وطموحه في تغيير الأوضاع الراهنة ولاسيما تلك المتعلقة بالهجرة و»التراباندو» (التجارة غير الشرعية)، ومعاناة المهاجرين في ديار الغربة.
بدورهم الرسامين الذين زاروا المعرض، وصفوا ضيف وهران بأنه مجتهد ومبدع بكل المقاييس، حيث وجدوا في رسوماته نبضاً للوطن وانسيابية في تجسيد هموم مجتمعه والتناقضات السياسية والتاريخية من حروب وعنف وفقر وقساوة، عبّر عنها بلوحات متمردة صامتة، يبحث من خلالها عن صلاح وخير المجتمعات الإنسانية.
وهو ما أبرزه بكير وهو يشرح لوحاته وصوره ومدى تمرده على جميع العراقيل والأغلال التي تواجه البشر، مستعينا باللون الرمادي الذي يدل على الحزن والأسى والرغبة في التجديد والتغيير والانعتاق والأسلاك الشائكة والأشواك، فضلا عن رموز وأشياء وهمية تدل على الفقر وهشاشة المجتمع السائرة نحو التحول والتطور.
